Monday, November 16, 2009

كل يوم في الخامسة صباحا للشاعر علاء خالد


لسنوات طويلة
كان يهجره النوم في الخامسة صباحاً
فيقوم ليطارده فوق أسطح العمارات المجاورة

يستسلم للشرفة
لكوب الشاي النقي
لأول سيجارة سيمتص رحيقها
للجريدة التي لم يجف حبرها
للشارع الخالي من الذكريات

كل شيء لامع
ليست هناك أتربة على الإفريز
ليس هناك من يأتي بعده
ليطعم أسراب النمل

كانت أمه قد ماتت
وبقى هو يتتبع آثارها
في هواء الصباح
الباكر
في حنان الشاي

في قطعة البسكويت التي كانت
تدفعها دفعاً إلى فمه
فينفرط جزء منها على الأرض
في حواراتهما الهادئة

كرسيان متقابلان
لا مفر من الحب
حتى ولو كان أحدهما فارغاً
حتى ولو كان أحدهما أعزبَ في الستين


وعندما تصل الشمس إلى حافة الإفريز
ويتبدل الهواء الأمومة
وتنكشف تلك الطبقة الحزينة من الغبار
عندها ينتقل إلى شرفة أخرى مفتوحة.

No comments:

Post a Comment