Monday, August 24, 2009

قصيدة لابو المغيث ابن منصور الحلاج

أنا من أهوى , و من أهوى أنا

نحن روحان حَللْنا بَدَنا

فإذا أبصرتني أبصرته

و إذا أبصرته أبصرتنا

رأيتُ ربّي بعين قَلْبِي

فَقُلْتُ : مَنْ أنتَ ؟ قالَ: أنتَ

يا نسيم الريح

يا نسيم الريح قولي للرشا

لم يزدني الورد إلا عطشا

لي حبيب حبه وسط الحشا

لو يشا يمشي على خدي مشا

روحه روحي و روحي روحه

إن يشا شئت و إن شئت يشا

مُزِجتْ روحك في روحي كما

تُمزج الخمرةُ في الماء الزلال

فإذا مسّك شيء مسّني

فإذا أنت أنا في كلّ حال

طوبى لطرْف فاز مِنكَ بنظرةٍ أو نظرتين

رأى جمالك كلّ يوْمِ مرّةً أو مرتين

يا زين كل مَلاحة حوشيت من عيب و شَيْن

أنت المقدم في الجمالِ فأين مثلك أين أين ؟

عجبت منك و منّي

يا مُنية المتمنّي

أدنيتني منك حتى

ظنَنْتُ أنك أني

و غبتُ في الوجد حتى

أفنيتني بك عنّي

هَمّي بِهِ وَلَهٌ عَلَيْكا

يا من إشارَتُناَ إليكا

روُحانِ ضَمَّهُمَا الهوى

فيما يَليكَ و في يَدَيْكا

ما حيلة العبد و الأقْدارُ جارِيةٌ

عَليهِ في كُلِّ حالٍ أيُّها الرّائي ؟

ألْقاهُ في اليَمِّ مكتوفاً و قال لَهُ

إيّاكَ إياك أنْ تبْتَلَّ بالماءِ

No comments:

Post a Comment